كل ما تود معرفته عن تربية النحل ج1

 النحل، وطائفته، وتنظيم عمله

1- أنواع النحل وأهميته:

 النحل من أفضل الحشرات، يعيش داخل الخلية عيشة اجتماعية ومنظمة. فالنحلة حشرة اجتماعية تنتج العسل وشمع العسل. وهي أكثر الحشرات قيمة وفائدة من الناحية الاقتصادية ، ومن فوائدها أيضا زيادة محصول ثمار البساتين، عندما تتنقل بين الأشجار والنباتات بحثا عن رحيق أزهارها، فتنقل بجسمها حبوب اللقاح من شجرة إلى أخرى، وهو ما يعرف بعملية تلقيح الأشجار، وهي عملية مهمة تكمل نمو الثمار.

لذلك فالنحل كائن مفيد للبيئة، اهتم به الإنسان منذ القدم، وطور أسلوب تربيته ورعايته.

يبلغ عدد أنواع النحل ما يقارب عشرين ألف نوع 20.000. لكن من بين هذه الأنواع كلها، وحده نحل العسل يعيش في مجموعات كبيرة ومنظمة. 

2- طائفة النحل

طائفة النّحل هي جماعته التي يعيش فيها وتتكون من عدة آلاف من الشغالات ، وبضع مئات من الذكور ، على رأسها توجد ملكة واحدة . ويتوفر لدى الطائفة الغذاء اللازم من العسل وحبوب اللقاح . ولكل فرد من هذه الأفراد مميزاته ودوره.

أولاً : مميزات أفراد طائفة النّحل: 

1- ملكة النحل:

وهي أم الطائفة . تُربى في البيت الملكي أو المقصورة الملكية ، وهي كبيرة الحجم ، وتتميز عن الشغالة باختلاف لونها ، وكبر حجمها ، وثقل وزنها وقصر أجنحتها عن بطنها الطويلة ، ولا توجد سلة لجمع حبوب اللقاح في أرجلها الخلفية ، وآله وضع البيض عندها مقوسة ذات تسنين ضعيف ، لاتستعملها في اللسع إلا ضد ملكة أخرى فقط . ولها مبيضان کبیران داخل البطن . والملكة تقضي حياتها داخل الخلية ، ولا تخرج منها إلا في حالة التلقيح من الذكور وحالة التطريد . وهي هادئة ، تسير ببطء على الأقراص الشمعية ، ومن حولها مجموعة من الشغالات تسهرن على رعايتها وإطعامها بالغذاء الملكي.

2 - الشغالة :

الشغالة هي أنثى عقيمة ، تنشأ من بيضة مخصبة ، وهي غير قابلة للتلقيح . ورأسها مثلثة الشكل تقريباً ، وأجزاء فمها مهيأة لجمع الرحيق.

تستعمل أرجلها الخلفية لجمع حبوب اللقاح ، كما أن لها غددٌ تفرز بها شمع العسل والغذاء الملكي . ومعدتها كبيرة الحجم لتخزين الرحيق وآله اللسع لديها مستقيمة ذات تسنين حاد .

 3- ذكر النّحل:

ذكر النحل أضخم من الملكة والشغالة . وجسمه أقصر طولاً من الملكة ، ليس له آلة لسع ، وأجزاء فمه قصيرة ، يتغذى من داخل العيون السداسية ، وليس له غدد لإفراز الشمع ، أو لإفراز الغذاء الملكي، لا تهتم الذكور بالملكات طيلة وجودها في الخلية . ويموث ذكر النحل بعد تلقيحه للملكة .

كما تطير الذكور لمسافات بعيدة لتلقيح الملكات.

الغدد هي أعضاء تتوفر عليها النحلة ، فهناك غدد تحت بلعومها تقرز بها الغذاء الملكي . ولها أيضا غدد إفراز الشمع ، وغدة الرائحة التي تفرز مادة ذات رائحة خاصة بكل طائفة يتعرف بها النحل على بعضه البعض.

الشغالة على اليمين- الذكر في الوسط - الملكة على اليسار

 

العيون السداسية

العيون السداسية هي الأجزاء التي يتكون منها قرص العسل، لكل عين ستة أضلاع، وتبنيها الشغالات من الشمع.
حبوب اللقاح، هي أعضاء التكاثر الذكرية في النباتات وهي المصدر الرئيسي للبروتين والفيتامينات لنحل العسل.

ثانيا: أدور أفراد طائفة النحل:

لقد سبق أن عرفنا أنّ النّحل يعيش داخل الخلية عيشة اجتماعية لذلك فمعيشته مبنية على النظام ، وتقسيم الأدوار بين أفراد طائفته كما يلي:

1- دور الملكة : العمل الأساسي للملكة هو وضع البيض داخل العيون السداسية والبيض الذي تضعه نوعان ، نوع أول ملقخ تخرج منه الشغالات والملكات . ونوع ثان غير ملقح يعطي الذكور . كما تحافظ الملكة على استقرار الطائفة. وهي عندما تلسع تموت.

2- دور الشغالات : تقوم الشغالات بأعمال كثيرة ، سواء داخل الخلية أو خارجها ، وتقسم أعمالها بحسب عمرها إلى ثلاث مراحل :

 - المرحلة الأولى : من اليوم الأول إلى اليوم العاشر ، تغذي خلالها اليرقات بالغذاء الملكي ، وتنطف الحضنة.

- المرحلة الثانية : من اليوم الحادي عشر إلى اليوم العشرين ، حيث تقوم ببناء الشمع.

- المرحلة الثالثة : من اليوم الواحد والعشرين إلى آخر عمرها ، حيث تعمل خارج الخلية في جمع الرحيق وحبوب اللقاح والماء والبروبوليس ، وتحول الرحيق إلى عسل ، كما أنها تحرس الخلية من الأعداء ، وتقوم بتهوية الخلية بحركة أجنحتها ، وهي ، تلسع وتموت مثل الملكة.

3- دور ذكر النحل: يقوم ذكر النحل بمل وحيد، هو تلقيح الملكات.

كيف يتواصل النّحل مع بعضه البعض ؟ 

للنّحل ، كسائر المخلوقات ، طريقته الخاصة في الكلام وتبادل المعلومات . ويتواصل النّحل عن طريق رقصات مختلفة . وكل رقصة لها معناها فلكي تخبر النّحلة بنوع المرعى ، تؤدي رقصة فوق الإطارات ، وتلقي بقليل من الرّحيق لتدل بقية النحل على نوعه . أما إذا أرادت أن تخبر بقية النحل بمكان الرعي ، فإنها ترقص رقصة دائرية إذا كانت مسافة المرعى قريبة . وترقص رقصة اهتزازية إذا كانت مسافة المرعى بعيدة.

البروبوليس مادة صمغية يجمعها النحل من الأشجار ، ويستعملها في سد الشقوق ، وتغطية الأجسام الميتة التي لا يمكن إخراجها من الخلية ، وفي طلاء جدران العيون السداسية ، قبل أن تضع الملكة بيضها فيه من أجل تعقيمها من الميكروبات والفيروسات لإنتاج نسل سليم .

 مراحل نمو النحل

كيف يولد النحل وكيف ينمو ؟

لكي تصبح النحلة حشرة كاملة، فإنها تمر من ثلاث مراحل:

أولا: تضع الملة نوعين من البيض، إما أن يكون مخصبا، وإما أن يكون غير مخصب ينتج عنه ذكور. وتلصق الملكة البيض في قاع العين السداسية، حيث تكون البيضة في اليوم الأول في وضع رأسي، وتميل في اليوم الثاني. أما في اليوم الثالث، فتوازي قاع السداسية.

تضع الملكة ما بين ألف (1000) وألفي (2000) بيضة في اليوم خلال موسم الزهور.

بعد ثلاثة أيام، يفقس البيض ويتحول إلى يرقات. وفي الأيام الثلاثة الأولى، تتغذى كل اليرقات من الغذاء الملكي الذي تفرزه لها الشغالات. وبعد اليوم الثالث، يتغير نظام تغذية اليرقات، فيقدم غذاء مكون من حبوب اللقاح مخلوط بالعسل ليرقات الشغالات والذكور.

بينما تستمر تغذية اليرقات التي ستخرج منها الملكات بالغذاء الملكي.

وبعد تمام النمو، أي: خمسة أيام في حيال يرقات الملكة والشغالة، وستة أيام في حال يرقات الذكور، تتوقف الشغالة عن تغذيتها، وتغطي العيون السداسية بطبقة من الشمع.

ثالثا: مرحلة العذراء:

في هذه المرحلة تتحول اليرقة إلى العذراء التي يغطيها النحل بالشمع داخل العيون السداسية، إلى أن تصبح بعد ذلك نحلة كاملة.

يكتمل نمو الملكة بعد تمام خمسة عشر يوما. وتنمو الشغالة بعد واحد وعشرين يوما. أما الذكر، فيستغرق نموه أربعة وعشرين يوماً.

تعيش الملكة من أربع إلى خمس سنوات. وكلما زاد عمرها قل بيضها.

أما الشغالة فتعيش من شهر إلى شهرين خلال فصلي الربيع والصيف، نظرا لقيامها بعمل كثير في هذا الوقت. وفي فصلي الخريف والشتاء، تستطيع العيش من ثلاثة إلى أربعة أشهر.

أما ذكر النحل فيعيش من ثلاثة إلى أربعة أشهر.

أدوات النحالة والنحال 

1- خلايا تربية النحل

أولا : أنواع خلايا نحل العسل

توجد عدة أنواع من خلايا تربية النحل ، فهناك الخلية التقليدية ، وهي عبارة عن جرة من الطين . وهناك النوع العصري ، وهو صندون مصنوع من الخشب، نوع «دادان» ونوع «لانجستروط» . يتكلف النجار بصنع صندوق الخلية تحت الطلب، أو يمكن شراؤه جاهزاً من السوق.

خلايا تقليدية لتربية النحل مصنوعة من الطين

خلايا عصرية لتربية النحل   

 ثانياً : أجزاء خلية نحل العسل

تصنع الخلية من خشب يتحمل الظروف الجوية ، وتتركب من الأجزاء التالية:

1- غطاء خارجي أو غطاء الخلية : وهو غطاء مكسو بالمعدن يغطي الخلية جيداً ، ويحمي العاملات الموجودة تحته .

2- غطاء داخلي أو غطاء الإطارات : يوجد تحت الغطاء الخارجي، وتوجد به فتحة خروج النخل ، والتي تستخدم أيضاً في تهوية الخلية.

3- العاسلة : وهي صندوق يوضع فوق الخلية ، بجمع النخل فيه العسل.

4- صندوق التربية : الصندوق السفلي الذي تربى داخله الحضنة، ويحل عشر إطارات، من بينها الإطار الخاص بالتغذية.

5- قاعدة أو أرضية الخلية : وهي من أهم أجزاء الخلية ، حيث تعلق الخلية من أسفلها ، كما أنها تسهل حركة النحل عليها.

6- حامل الخلية ، ويستعمل لرفع الخلية عن مستوى الأرض .

- النحال السويسري فرانسو هوبير عاش بين 1792 و 1838م ، هو الذي صمم أول خلية خشبية ذات إطارات ثابتة وذلك سنة 1789 ميلادية.

خلية لانجيستروط تنسب إلى النحال الأمريكي لانجيستروط المزداد سنة 1810م (توفي سنة 1893م) ، قام بتطوير خلية هوبير واخترع الخلية العصرية ذات الإطارات المتحركة سنة 1851م

- خليه دادان ، تسمى كذلك نسبة إلى مخترعها الفرنسي شارل دادان . عاش بين سنة 1819م وسنة 1902م . يرجع له الفضل في اختراع هذه الخلية.

أجزاء خلية النحل العصرية

ثالثا: تثبيت الأساسات الشمعية في الإطارات:

الأساسات الشمعية هي صفائح رقيقة من الشمع مطبوعة على الشكل الذي تكون عليه العيون السداسية. ولتثبيتها نقوم بما يلي:

- نحضر الإطار الخشبي.

- ندق مسمارين صغيرين على حافة الإطار من الجهات الداخلية والعلوية والسفلية.ذ

- نضع ثقبين في كل حافة جانبية من الإطار.

- تدخل طرف سلك رقيق من الثقب العلوي لحد الجانبين ، ونمرره إلى الثقب المقابل له . ونقوم بنفس العملية في الثقبين الأسفلين.

- نلف طرف السلك على المسمار.

- نضع الأساس الشمعي وسط الإطار من الجهة السفلية حيث يوجد مكان محفور خاص بذلك ، مع وضعه فوق السلك.

- نذوب الشمع في إبريق ، ونصبه على المكان المحفور في الإطار لكي نثبت الأساس الشمعي المطبوع.

- نمد تياراً كهربائياً في السلك بواسطة بطارية . ونضغط على أساس الشمع لجعل السلك داخله.

2 - أدوات عمل النحالة والنحال:

ب - لباس النحالة والنحال:

1 - البذلة الخاصة : لونها أبيض ، مصنوعة من قماش سميك يقي من لسع النحل.

2 – القناع : مصنوع من القماش وسلك مشبك ، ذو ثقوب دقيقة ، يحيط من كل الجوانب ويقي من لسعات النحل في الوجه.

3 - القفاز : مصنوع من الجلد الرقيق حول الكف ، ومن القماش حول الساعد حتى المرفق . يقي النحالة والنّحال من لسع النحل.

4 - حذاء عالي الشاق مصنوع من المطاط (الكاوتشو) .

ج - أدوات عمل النحالة والنحال:

1 - المِدخن: ويستخدم للتدخين على النحل قبل البدء في عملية فتح الخلية.

2- العتلة: وهي قطعة مستطيلة من المعدن حادة من أحد أطرافها، تستخدم في كشط الشمع الزائد.

وهي مثنية من الطرف الآخر، وتساعد على إبعاد الإطارات وتحريكها لتسهيل فحصها. وتستعمل كذلك في تنظيف الخية.

3- فرشاة النحل : وتستخدم لإبعاد النحل عن الإطارات أثناء رفعها للفحص ، أو لقطف العسل ، لتجنب قتل النحل.

4 - مشط معدني : أو سكين معدنية حادة لإزالة الشمع من أقراص العسل قبل الفرز بواسطة الفراز.

5 - طاولة الكشط ، وهي طاولة توضع عليها الإطارات وقت عملية الكشط.

6 - فراز العسل : جهاز توضع فيه الإطارات المكشوطة الأعين في أمكنة مخصصة لذلك بالشباك المعدني ذو الفتحات الواسعة ، حيث تسيل من خلال تقوية محتويات الإطارات من العسل داخل برميل غير قابل للصدإ ، مزود بصنبور واسع في أسفله ، يؤخذ من خلاله العسل.

7 - المنضج: وهو عبارة عن وعاء أسطواني مصنوع من الصفيح غير القابل للصدإ ، مجهز بصنبور سفلي يغطى بمصفاة لتصفية العمل والتخلص من فئات الشمع ، قبل أن يعباً في أواني زجاجية.

سكاكين وعتلات

فرشاة

 

 

 

طاولة الكشط

منضج

تستخدم الأساسات الشمعية في الخلايا لتوفير المجهود الذي يبذله النحل في إفراز الشمع. حيث تبلغ كمية العسل التي يستهلكها النحل عشرة كيلوغرامات لإنتاج كيلوغرام واحد من الشمع.

كيفية تربية النحل ورعايته

أ - اختيار مكان المنحل لوضع خلايا النحل

يجب أن تعرف أن اختيار مكان جيد للمنحل يساعد على نجاح مشروع تربية النخل . وهذه شروط اختيار المكان الجيد للمنحل

- أن يكون في مكان يسهل الوصول إليه ، وتوجد فيه الأعشاب - أن يوضع بعيداً عن الضجيج والحركة الكثيرة ، وبعيداً عن حظائر الحيوانات والدواجن . 

- أن يكون قريباً من مصادر مياه نظيفة، أو يوضع حوض صغير فيه ماء بالقرب من المنحل ، يطفو على سطحه عيدان صغيرة ليقف عليها النخل لامتصاص الماء دون أن يغرق .

- أن يكون بعيداً عن الرياح الشديدة .

- عند ترتيب خلايا النحل في المنحل ، يجب أن تكون المسافة بينها متراً واحداً أو أكثر من ذلك .

- أن توضع الخلايابعيدة عن الحقول التي تُرش فيها المبيدات الزراعية . 

- أن تكون مرتفعة عن الأرض ، وبعيدة عن مكان النّمل . ويجب وضعها مائلة إلى الأمام حتى لا تتسرب إليها مياه الأمطار. دون أن ننسى قطع الأعشاب المحيطة بها حتى لا تتسرب الحشرات إلى داخلها.

- يفضل وضع الخلايا في مكان مظلل وقاية لها من شمس الظهيرة الحارة، وأن تكون فتحاتها متجهة صوب الشرق حتى يمكن للنحل أن يخرج باكرا.

 يكون النحل شرسا مستعدا للسع عندما تكون معظم الشغالات في الخلية وقت الظروف الجوية غير الملائمة، وفي حالة إزعاجه، وقلة مصادر الرحيق وحبوب اللقاح، وفي الخريف عندما ينتهي موسم الزهور، وفي الأيام البادرة والممطرة والغائمة وفي الأيام الحارة وعندما يتم قتل عدد من النحل، ووقت حدوث تحريك قوي للخلية، واستعمال النحالة والنحال لمواد التجميل كالعطور مثلا، وعدم وجود الملكة في الطائفة.

------------------------------- المصادر -------------------------

"تربية النحل بالطرق العصرية" عداد سعيد التازي 2006، وزارة الفلاحة والتنمية القروية - المغرب.