الثلاثاء، 3 يوليو 2018

أصل كلمة مغناطيس


هناك قصة قديمة تدل على أن كلمة "مغناطيس" تنسب إلى أحد الرعاة. وجاء في هذه القصة أنه كان يعيش في بلاد اليونان منذ زمن بعيد أحد الرعاة اسمه "مغناطيس"، وكان هذا الفتى - شأنه في ذلك شأن معظم الرعاة - يحمل عصا طويلة صنع أحد طرفيها من الحديد. 
وذات يوم كان هذا الفتى يرعى أغنامه وقد اتكأ بعصاه على إحدى الصخور. ولما أراد مبارحة المكان لم يستطع جذب عصاه، إذ أن طرفها الحديدي كان قد جذبه الصخر إليه بشدة، ونظرا لكونه لم يسبق لأحد أن اكتشف مثل هذا النوع من الصخور قبل ذلك، فقد أطلق عليه اسم مكتشف "مغنيس"، كما أطلق على القطع التي تؤخذ منه اسم "مغنطيس". ثم جرت العادة بعد ذلك على إطلاق هذا الاسم أيضا على كل قطعة من الصلب لها مثل هذه الخاصية التي شودهت في تلك الصخور.
وهناك قصة أخرى ترجح أن كلمة "مغناطيس" مشتقة من كلمة "مغنطيسيا" وهي اسم منطقة في بلاد اليونان، يقال: إنه كان بها صخور تجذب إليها الأشياء المصنوعة من الحديد.
وتبقى هذه القصص مروية رغم أنه لا يمكن الجزم بشيء منها على أنها صحيحة بشكل قطعي.
على أن في كلا القصتين جزء من الصواب، ذلك أن هناك نوعا من الصخور يجتذب الحديد والصلب إليه، وقد كانت قطع هذا الصخر هي أول ما عرفه الناس عن المغنطيس.
ويطلق على نوع الصخر الذي يجذب إليه الحديد والصلب اسم "مجنيتيت:Magnetic"، وإذا كنت ممن شاهدوا مناجم الحديد الكبرى الواقعة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، فالأغلب أن تكون قد رأيت الـ "منجيتيت" إذ أنه ليس إلا نوعا من الحديد الخام . . . وثمة اسم آخر يطلقونه أيضا على هذا الصخر، وهو "حجر المغنطيس:Lodestone"
ولقد عرف الصينيون "حجر المغنطيس" منذ زمن بعيد، وربما سبقوا اليونانيين إلى ذلك؛ وهم يطلقون عليه اسما صينيا مطولا ترجمته: "الحجر الذي يحب الحديد".
ولقد ساد الناس مئات السنين اعتقاد راسخ بأن هناك في مكان ما من العالم جبلا هائل الحجم من حجر المغنطيس، وأن هذا الجبل قد انحسر البحر عنه.
ولقد كان بحارة السفن يخشونه كثيرا إذ يعتقدون أن أية باخرة تقترب منه سوف تتطاير من فوق ظهرها كل الأدوات والقطع السائبة المصنوعة من الحديد مندفعة نحو هذا الجبل؛ بل ذهبوا في اعتقادهم إلى حد أن هذا الجبل سوف ينتزع المسامير من السفن ويقتلع أربطتها، الأمر الذي يؤدي إلى تفكك أجزائها وتداعيها . . . بيد أننا ندرك الآن أن جبلا كهذا غير موجود.

0 comments

إرسال تعليق