قانون الأجسام الساقطة
اكتشف هذا القانون سنة 1598م، على يد غاليلي (Galileo Galilei) ومعناه أن السرعة التي تسقط بها الأشياء على الأرض واحدة ووحيدة بغض النظر عن أوزانها.
لقد أنهى هذا الاكتشاف ممارسة العلم طبقا للنظريات الإغريقية القديمة التي جاء كل من أرسطو Aristotle وبطليموس وأرسى لقواعد العلم الحديث.
لقد ألحق هذا الاكتشاف علم الفيزياء بعصر النهضة والعصر الحديث، ومهد لاكتشافات نيوتن في الجذب العام وقوانينه في الحركة. إنه يعد اللبنة الأساسية لعلم الفيزياء والهندسة.
- كيف تم هذا الاكتشاف ؟
كثيرا ما كان أستاذ الرياضيات بجامعة بيزا الايطالية صاحب الأربع والعشرين سنة، غاليلية غاليلي يراود كاتدرائية محلية كلما داعبت مخيلته فكرة أو مشكلة ما. فكان يقضي أوقات طويلة في التفكير جالسا تحت ضوء المصابيح المدلية من سقف الكاتدرائية، والتي أصبحت نفسها فيما بعد مصدرا لتفكير غاليليو. ففي أحد أيام صيف سنة 1598م، أدرك بأن هذه المصابيح تتحرك دائما بالسرعة ذاتها !
قرر غاليليو حينها أن يقيس مدة استغراق كل دورة تأرجح لأحد المصابيح معتمدا على نبضات شرايين عنقه. ثم قارنها بالزمن الدوري لمصباح أكبر، فوجدهما يتأرجحان بالسرعة ذاتها. من هنا استعان غاليليو بأحد الشبان القائمين على خدمة الكاتدرائية لإضاءة المصابيح الكبيرة والصغيرة وتحريكها معاً بقوة. وعلى مر أيام عديدة قاس غاليليو حركات المصابيح ولاحظ أنها تستغرق الوقت ذاته في إكمال دورة واحدة بغض النظر عن حجمها أو كبر قوس حركتها.
المصابيح الثقيلة، إذن تتحرك بذات سرعة حركة المصابيح الأخف في تكملة دوراتها.
كان ذلك أمرا أمتع غاليليو. كيف لا وأنه يخالف فكرة محورية حول فهم العالم عمرها زهاء الألفي سنة !
وقف غاليليو في صفه بجامعة بيزا، ممسكا بطوبة واحدة في إحدة يديه وطوبتين ملتحمتين باليد الأخرى وكأنه يزنها ويقارن بينها: "أيها السادة، لقد كنت أراقب البندولات وهي تتأرجح للأمام والخلف، ولقد توصلت إلى نتيجة. أرسطو على خطأ.".
تلهث جميع الطلاب قائلين: "أرسطو ؟ مخطأ ؟!" فمن المفاهيم الأولية التي كان الطالب المبتدئ يتعلمها أن كتابات الفيلسوف الإغريقي القديم أرسطو هي أساس العلم، ومن ضمن نظرياته هذه أن الأجسام الثقيلة تسقط بسرعة أكبر لأنها ببساطة تزن أكثر.
اعتلى غاليليو مقعده ووضع الطوبتين بمستوى النظر ثم أسقطهما. ياللدهشة ! لقد وصلتا الأرض بالوقت ذاته. "هل لامست الطوبة الثقيلة الأرض أولا ؟" سأل. هز طلابه برؤوسهم "كلا لقد وصلتا في آن واحد".
"أكرر !" صاح غاليليو. تسمر طلابه مكانهم هذه المرة وهو يرون أستاذهم يعيد تجربته. "هل لامست الطوبة الثقيلة الأرض أولا؟" سأل غاليليو مجددا. "كلا، لقد وصلتا أيضا في الوقت ذاته". "أرسطو مخطئ إذن !" . وقع حكم الأستاذ كالصاعقة على طلابه المصدومين.
أحجم العالم عن الإذعان لحقيقة غاليليو. فها هو صديقه وتلميذه الرياضي أوستيليو ريشي Ostilio Ricci يقول: "لقد وصلت هذه الطوبة الملتحمة الأرض بنفس وقت وصول الطوبة المنفردة تلك. لكن لا أزال أؤمن بأن أرسطو ليس مخطئا تماما، إذ لابد من إيجاد تفسير آخر".
قرر غاليليو أنه بحاجة إلى تحشد شعبي أكبر لإجراء تجربته بشكل أكثر قطعية وفاعلية.
فيعتقد أنه قام بإسقاط قذيفتين مدفعيتين تزن إحداهما عشرة أرطال والأخرى رطلا واحدا من علو 191 قدما من على قمة برج بيزا المائل. أحدث ذلك أم لا، فإن الاكتشاف العلمي قد تحقق !
- هل تعلم ؟
في يوم 16 أيلول (شتنبر) 2002م، حققت المتسابقة الإيطالية لوشيا بوتاري Locia Bottari في سويسرا أعلى سرعة في سباق القفز بالمظلة وهي 432.12 كيلومتر في الساعة، خلال مسابقة كأس العالم السنوية للقفز بالمظلة.
0 comments
إرسال تعليق