تطورت مدينة سان بطرسبرغ في القرن الثامن عشر على يد بطرس الأكبر كمركز يحوي التحف التاريخية والثقافية في روسيا. تعرف بلقب "فينيسيا الشمال" وتحوي المدينة قصورا رائعة وأبنية تاريخية وشوارع عريضة مشجرة وجسورا جميلة. وقد وضعت المدينة وآثارها في قائمة التراث العالمي سنة 1990.
المدينة العظيمة
في سنة 1703 بادر القيصر بطرس الأول بمشروع بناء مدينة متحضرة وعظيمة في طرازها ومكانتها، فشيد مجموعة من القصور والكنائس والأقنية والشوارع وبيوت حجرية ذات دورين مما كان يعبر عن الكثير من الإرث الثقافي المشابه لفن العمارة في هولندا. أثناء الثورة الشيوعية في روسيا تغير اسم المدينة إلى "لينينغراد". أضاف القياصرة الذين خلفوا بطرس في القرن الثاني عشر الكثير من الفتنة والأبهة على مشهد المدينة. وفي القرن التاسع عشر ازدادت المدينة روعة بإضافتها تحفا فنية رائعة.
يعكس الطراز المعماري لسان بطرسبورغ فن الهندسة المعمارية في عصر الباروك والكلاسيكية الجديدة بشكلها الخالص.
القصر الشتوي
يعد القصر الشتوي أشهر أبنية سان بطرسبرغ، وقد كان أيضا مقر إقامة القيصر، ومسرحا للعديد من المراسم والاستقبالات على أرفع المستويات. يبلغ ارتفاع القصر 22 متر، وهو أعلى مبنى في المدينة. ولا تقتصر ميزة القصر بإشرافه على ساحة القصر، بل إنه يضفي روحا ثقافية وسياسية على المدينة. كانت أولى مقرات الإقامة الإمبراطورية في القصر منزلا حشبيا بني سنة 1708 على الطراز الهولندي للقيصر بطرس الأكبر وعائلته. ثم حل محله المبنى الحجري سنة 1711، وأصبح يشكل مع حجراته الفخمة القصر الشتوي الذي هو جزء من متحف الإرمتياج اليوم. للمبنى شكل مستطيل وباحة داخلية تصل بين ثلاثة أروقة مقنطرة. وقد زينت تحصينات المبنى بالتماثيل وأصص الزهور الجميلة. وقد كانت الإمبراطورية آنا إيفانوفنا أولى أحفاد بطرس الأول الذين بدأوا بإاعدة إعمار القصر.
ثورة أكتوبر والقصر الشتوي
في أكتوبر (تشرين الأول) 1917 اقتحم الثوار بقيادة البلاشفة القصر الشتوي ونهبوا بعض أقسامه بما فيها أقبية الأنبذة الملكية، ثم أعلن القصر الشتوي جزءا من متحف إرميتاج القومي في 17 أكتوبر 1917.
القصور العظمى في بطرسبرغ
يوجد العديد من القصور الأخرى في بطرسبرغ إضافة إلى القصر الشتوي، ومن أشهرها قصر أنيشكوف، وهو من أقدمها، ويعد مقرا للعديد من الجمعيات الثقافية، وقصر تافاريشسكي (أو قصر تاوريد) ويضم المجلس البرلماني لاتحاد الدول المستقلة، وقصر نيكولايفسكي الشهير بقصر العمل، وقصر ميخائيلوفسكي ويحوي المتحف الحكومي الروسي، وقصر الرخام الذي بني في البدء باستخدام 32 صنفا مختلفا من الرخام.
المتاحف
توصف سان بطرسبرغ بأنها مدينة المتاحف لاحتوائها على صالات ومراكز فنون لا مثيل لها. تضم المدينة اليوم أكثر من 100 متحف بدأ بمتحف الارميتاج الشاسع، وهو من أشهر المعارض الفنية في العالم، إلى أصغر المتاحف البيتية الأنيقية.
النصب المعمارية
أوصت الإمبراطورة كاثرين العظمى بصنع تمثال الفارس البرونزي إحياة لذكرى بطرس الأكبر، وقد قام بصنعه النحات الفرنسي إتيان فالكونيه، ويعد أشهر تماثيل سان بطرسبرغ. توجد في المدينة تماثيل أخرى مهداة إلى كتاب ومهندسي عمارة وفلاسفة وعلماء.
شهدت ساحة القصر الشتوي مذبحة يوم الأحد الدموي الشهيرة سنة 1905 حين أمر القيصر بإطلاق النار على آلاف المتظاهرين، وكان ذلك بداية النهاية لسلطة العائلة المالكة.
سميت المدينة نسبة إلى القديس بطرس، وليس إلى القيصر بطرس الأكبر الذي أسسها. ومن ألقابها أيضا "فينيسيال الشمال" و"تدمر الشمالية" والعاصمة الشمالية لروسيا.
0 comments
إرسال تعليق