مدينة شبام التاريخية |
بنيت مدينة شبام القديمة المسورة والملقبة "مانهاتان الصحراء" على تلة في وادي حضرموت عند الحافة الجنوبية للربع الخالي في اليمن. وهي تقع على طريق القوافل التي كانت تحمل التوابل والبخور عبر هضبة جنوب الجزيرة العربية، وتحيط بها واحات النخيل من ثلاثة أطراف. وقد أدرجت شبام على قائمة التراث العالمي سنة 1982 بسبب أهميتها كمثال عن مخططات العمارة الحضرية أثناء تاريخ منطقة حضرموت.
المدينة الطينية الخالدة
تعد شبام أفضل نموذج لفن العمارة الحضرمي التقليدي حيث تحوي أبنية من القرن السادس عشر شيدت من الآجر الطيني على شكل عمارات عمودية.
يحيط بشبام سور محصن، وتلتصق المباني بإحكام إلى بعضها فوق تلة مما يوفر لها الحماية من الفيضانات.
تاريخ شبام
تقع شبام على حافة وادي فيضان كبير بمنأى عن أي مستوطنة حضرية أخرى، وقد كانت في القرن الثالث للميلاد عاصمة حضرموت. أصبحت في القرن العاشر مركزا تجاريا مهما لاسيما لتجارة البلح والنسيج. بعد أن غزا الأيوبيون اليمن سنة 1219 أصبحت شبام مركز ثقل سياسي مهم في غربي حضرموت.
أصيبت المدينة بكوارث الفيضانات في سنوات 1298 و1532 مما أدى إلى خسارة كبيرة لوسائل العيش. في القرن التاسع عشر ساعد التجار والمهاجرون من آسيا وشرق إفريقية في ترميم المدينة المنكوبة، وساهم التطور على الطرف الجنوبي للوادي منذ ذلك الحين في تشكيل ضاحية جديدة في الصاحي.
الأبنية الفريدة
تعود جميع أبنية وصروح شبام تقريبا إلى القرن السادس عشر. تحوي المدينة بعض المساجد وقصري سلاطين قديمين وبوابة مزدوجة و 500 منزل مبنية بعنصر سائد هو الآجر غير المشوي الذي يميز المكان نفسه. توجد بعض المنازل التي تعود إلى حقبة أقدم وأبنية كبيرة منذ العصور الأولى للإسلام كمسجد الجمعة الذي بني سنة 904 ميلادي، والقلعة التي يعود بناؤها إلى سنة 1220.
المدينة البيضاء الشامخة
بنيت المنازل من الطين وهي أكثر اتساعا عند قاعدتها. ولم يعد الطين يستخدم في البناء في المنطقة، تزين واجهات الأدوار العالية المغلقة مشربيات وأبواب من الخشب يصل ارتفاع أعلى منزل إلى ثمانية أدوار أو 29.15 متر فوق مدخله على مستوى الشارع، و36.51 متر فوق سرير الوادي، ومتوسط ارتفاع المنازل في المدينة هو خمسة أدوار. يبلغ عمر معظم المنازل في شبام 100 - 200 عام. ويبلغ عمر دار جهروم، وهي أطول الأبنية في المكان ما يقارب 400 عام.
المشاهد الأخرى في المدينة
يصل ارتفاع مئذنة مسجد المهذار الواقع في بلدة تاريم المجاورة إلى 53 متر تقريبا مما يجعل منها أعلى مئذنة في جنوب شبه الجزيرة العربية. يوجد في المنطقة العديد من المشاهد وسلسلة من المقابر الصخرية التي تستحق المشاهدة، وقد تم نحت القبور الصخرية باليد.
التخطيط للكوارث
كسيت جميع أبنية المدينة بطبقة من الجص الأبيض حول الدور أو الدورين العلويين من كل مبنى، وتبدو الأسقف من بعيد وكأن المدينة مغطاة بالثلج. الفائدة من ذلك أن الغلاف الواقي المؤلف من الجص أو الجبر المسحوق يمنع التلف الناتج عن الماء.
مدينة شبام شبه خالية من السيارات لأن الأزقة الضيقة فيها لا تسمح بمرور المركبات. يشجع المسير في هذه المنطقة لأن المنحدرات ليست شديدة الميلان.
تجتمع أطول الأبنية على حافة التلة مشكلة جدارا متمساكا إلى حد ما باتجاه الشرق والجنوب والغرب والشمال. وأطول الجوانب هي تلك الواقعة في الجنوب والشمال.
0 comments
إرسال تعليق