تمثال الحرية |
يعد تمثال الحرية رمزا قوميا وموقعا سياحيا مهما في الولايات المتحدة. ينتصب التمثال في جزيرة ليبرتي (الحرية) وسط مرفأ نيويورك الواقع في منطقة مانهاتان. قدم التمثال كهدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة بمناسبة مرور مئتي عام على استقلال أمريكا، وكانت لفتة لتشجيع الصداقة بين البلدين.
كان يطلق على التمثال سابقا اسم "الحرية تنير العالم" وكان يرحب بالمهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة. وقد أدرج تمثال الحرية في قائمة التراث العالمي سنة 1984.
القيمة الرمزية للتمثال
يعد التمثال تحفة فنية تربط بين الفن والهندسة بشكل متين. وهو يقف شاهدا على التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وفرسنا ودعم مبادئ الحرية والسلام وحقوق الإنسان وإلغاء الرق والديمقراطية وتساوي الفرص أمام جميع البشر.
صانعو التمثال
ابتدع فكرة تمثال الحرية المؤرخ الفرنسي إدواد دولابولاي أوغوست بارتولدي في محترفه في باريس بمساعدة أعداد كبيرة من العمال الذين كرسوا عشرة ساعات من العمل اليومي ولسبعة أيام أسبوعيا لمدة تسع سنوات إلى أن برز التثمال بشكله الحالي. فبعد أن صمم التمثال بالحجم الكامل في باريس بمساعدة غوستاف إيفل، مصمم برج إيفل، الذي بني الهيكل الفولاذي للتمثال. بعد أن اكتمل بناء التمثال تم فكه وشحنه عبر الأطلسي ليعاد تركيبه من جديد في الولايات المتحدة.
هدية إلى الولايات المتحدة
أهدى الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند التمثال وقاعدته إلى الولايات المتحدة في احتفال رسمي جرى يوم 28 تشرين الأول / أكتوبر 1886. واقترح كليفلاند استخدام التمثال كمنارة لإرشاد السفن، وتم العمل بذلك خلال ستة عشر عاما حتى 1 مارس 1902.
ثم تم تعديل المشعل الذي يحمله التمثال ووصله بالإنارة الكهربائية في سنة 1916.
أعلى المباني الحديدية
كان تمثال سيدة الحرية أعلى بناء من الحيد حين شيد سنة 1886 بارتفاع 102 مترا مقاسا من الحافة السفلى لقاعدته حتى ذروة مشعله. يبلغ وزن تمثال الحرية 225 طن ويقف نافضا السلاسل والأغلال كتعبير عن الحرية من الاضطهاد. توجد داخل التمثال 154 درجة تؤدي من قاعدة التمثال إلى رأسه. أما وجه التمثال فيصل ارتفاعه إلى 8 أقدام فقط.
البشرة النحاسية
غطى التمثال بطبقة رقيقة من النحاس. واللون الأخضر للتمثال (الزنجرة) ناتج عن آثار التعرية الطبيعية للنحاس التي تحوله خلال ثلاثين عام من لونه النحاسي الأسمر إلى لون أزرق مائل للاخصرار.
الرُقم والمِشعل
التمثال هو لامرأة، يطلق عليها سيدة الحرية، تحمل كراسا كبيرا ومشعلا بطول 46 متر. تم تغيير لهيب المشعل حتى الآن ثلاث مرات يبلغ ارتفاع الكراس في يدها اليسرى 8 أمتار، وعرضه 4 أمتار، وقد نقش عليه تاريخ 4 تموز/ يوليوز 1776، وهو تاريخ إعلان استقلال أمريكا.
يحمل تاج التمثال سبعة شعاعات تمثل سبعة قارات، ويبلغ طول كل منها 3 أمتار، ووزنه 75 كغ.
يعتقد أن جسم ووجه التمثال مأخوذ عن السيدة شارلوت بارتولدي والدة النحات الذي صنعه. والمشعل الذي تحمله سيدة الحرية اليوم ليس بالمشعل الأصلي، الذي تمت إزالته نتيجة لتسرب الماء إليه، وهو معروض اليوم في المتحف التابع للتمثال.
0 comments
إرسال تعليق