سراديب كوم الشقفة (مدينة الأموات)
سراديب كوم الشقفة
|
سراديب كوم الشقفة هي قبور فريدة من نوعها محفورة في الصخر في ناحية كرموز في مدينة الموتى الغربية في الاسكندرية بمصر، وقد بنيت في حوالي القرن الثاني للميلاد، وكانت تستخدم في البدء كحجرات دفن.
اكتشفت في سنة 1900 بحسب ما يقال أنه حين سقط حمار شارد واختفى في حفرة كانت السراديب تقع تحتها.
ركام الشظايا
اشتق اسم "كوم الشقفة" من الترجمة العربية للاسم اليوناني القديم لوفوس كيرامايكوس ويعني "ركام من الشظايا"، أما الاسم المصري القديم فكان "رع قديل" وقد سمي المكان بهذا الاسم نسبة إلى الشظايا الفخارية والصلصالية للقدور والأواني الأخرى التي كان الناس يتركونها خلفهم في الأزمنة القديمة بعد أن يكونوا قد جلبوا فيها الطعام والشراب أثناء زيارتهم للقبور. كان الزوار حينها يكسرون القدور إلى شظايا ويتركونها خلفهم على شكل أكوام.
حكاية حجرات الدفن
استخدم كوم الشقفة في البدء كمدفن لإحدى العائلات الغنية، ولكنه توسع فيما بعد ليصبح مقبرة تضم رفات العديد من العائلات الأخرى. تحوي السراديب عددا من التوابيت لوضع المومياءات فيها حيث كانت هذه العادة متبعة في الأزمنة الهيلينية (الإغريقية). توجد ثلاثة توابيت في السراديب وهي عبارة عن توابيت حجرية كبيرة زينت بصور الزهور والآلهة ومشاهد أخرى. وكان الداخل إلى حجرات الفن يتم عبر ممر يلتف حول الخارجي للحجرة.
المخطط
يقع السرداب على عمق 100 قدم تحت الأرض، عند الدخول إليه يجد المرء أدراجا حلزونية تهبط إلى الطابق الأول (العلوي) وتؤدي إلى دهليز ذو كوتين متقابلتين تدعى المنافذ. توجد هنا صالة ولائم جنائزية حيث كان أقارب المتوفى يشاركون في ولائم سنوية تكريمية بالفن المصري والروماني النفيس. أما الطابق الثالث (السفلي) فهو مغمور اليوم بالماء.
قاعة كاركَلا (نَبَغْراب)
قاعة كاراكلا |
تحوي هذه القاعة على عظام بشرية وحيوانية، ويعتقد أنها تضم رفاة ضحايا الإمبراطور كاراكلا الذين قتلو في سنة 215 ميلادي.
ثلاثة ثقافات، ثلاثة فنون
يعد المدفن مزيجا من الفن والثقافة المصرية واليونانية والروماني غير موجود في أي سرداب دفن آخر حول العالم. اكتشفت في هذه السراديب العديد من الآثار القديمة. يوجد عمودان يحملان نقوش لأوراق البدري واللوتس والسنط التي ترمز إلى مصر القديمة، ثم تمثالين لرجل وامرأة، وكلاهما يقف في الوضعية المصرية، ولكن رأسيهما مزينين برموز وأشكال رومانية. يوجد أيضا نحت نافر لثعبانين يمثلان الحيوان اليوناني الخرافي أغاثودايمون (وهو من الأرواح الطيبة) كحارس للمدفن.
تحوي سراديب كوم الشقفة مدخلا عموديا مستديرا فريدا من نوعه، حيث أن معظم مدافن الاسكندرية لها مداخل مربعة. يبلغ قطر المدخل العمودي ستة أمتار ويحوي على أدراج حلزوني وبئر مركزية تدور حولها الأدراج. لم يقتصر عمل هذه المداخل على إضاءة المدفن، بل كانت تستخدم أيضا لإنزال أجسام الموتى إلى قاعات الدفن.
بنيت السراديب باستخدام تقانة نحت الصخور القديمة بحيث خفرت القاع الصخري. وقد نحتت طوابق المدفن الثلاث من الصخر الصلب.
0 comments
إرسال تعليق