تمثال رودس العملاق
تمثال رودس العملاق |
تاريخ التمثال
كانت جزيرة رودس مركزا اقتصاديا مهما في العالم القديم. أدت الوفاة المبكرة للاسكندر المقدوني من دون أن يترك خلفا له إلى الاقتتال بين جنرالاته. تقاسم ثلاثة من الجنرالات الإمبراطورية المطلة على المتوسط، حكم الجنرال بطليموس مصر، وشكل تحالفا مع رودس، آثار ذلك حفيظة أنتيغونس الأول، وهو أيضا من جنرالات الاسكندر، فقام ابنه ديميتريوس فيما بعد بغزو رودس بجيش كبير، ولكن رودس كانت جيدة التحصين واضطر ديمتريوس إلى الانسحاب بعد أن وقع معاهدة سلام مع رودس تبقى فيه الجزيرة على الحياد في حرب ديمتريوس ضد بطلميوس.
احتفال بالحرية والنصر
بنى سكان رودس تمثالا من البرونز من الأسلحة الحربية التي خلفها ديمتريوس وراءه، فصنعوا الشكل الخارجي لتمثال العملاق. صنعت القاعدة من الرخام وثبت عليها الكاحلان والقدمان في البداية. ثم تم تدعيم البرونز بهيكل من الحديد والحجارة. كان ارتفاع التمثال 10 أقدام، وقد ارتكز على قاعدة بارتفاع 50 قدماً. وخلافا للزعم السائد بأن التمثال قد جعل في وضعية وقوف مباعداً بين قدمية بحيث تمر السفن من تحتهما فقد وجد أن التمثال كان في الواقع واقفا وقفة يونانية تقليدية بحيث لا تسمح بمرور السفن من تحت قدمي العملاق. استغرق بناء التمثال 12 عاماً وانتهى في سنة 280 ق.م.
الشكل العملاق
يعتقد أن التمثال بني على شكل عار أو شبه عاري، وأنه كان يحمل عباءة على ذراعه أو كتفه. يعتقد البعض أنه كان يضع تاجا ذو نتوءات حادة على رأسه ويحمل مشعلا بيد اليمنى.
المعجزة الأقصر عمراً
تمثال رودس العملاق هو أقصر عجائب الدنيا السبع عمراً، إذ لم يدم وقوفه أكثر من 56 عاماً، فقد دمر زلزال عظيم مدينة رودس مطيحا بتمثال العملاق. وانكسر التمثال عند قدميه وسقط على الأرض، وبقيت أجزاؤه متناثرة حيث كانت لسنوات طويلة.
ترميم التمثال
يحكى أن الملك المصري بطلميوس الثالث عرض أن يتكفل بدفع نفقات ترميم التمثال ولكن سكان رودس رفضوا العرض معتبرين أن التمثال أثار سخط الإله هليوس فأرسل ذلك الزلزال ليدمره.
يقال بأن عملاق رودس كان التمثال الوحيد الأكبر من تمثال زيوس الجبار في أولمبيا. كان شارل الذي نحت تمثال العملاق أحد تلاميذة ليسيبون شبيها بتمثال زيوس في أولمبيا. كان ارتفاع التمثال أكثر من 100 قدم بعد الانتهاء من صنعه، وكان أعلى تمثال في منطقة المتوسط، حتى أنه كان أعلى من تمثال زيوس.
يقال أن فكرة بناء تمثال الحرية في نيويورك كانت مستمدة من تمثال رودس العملاق، وقد بنى تمثال الحرية النحات الفرنسي بارتولدي، ويمثل شكلا من أشكال فن العمارة الحديث.
لم يعش شارل من لندوس الذي بنى العملاق طويلا ليرى نهاية عمله. فبحسب ما يحكى أن شارل أقدم على الانتحار حين اكتشف أحدهم خطأ في تصميمه.
0 comments
إرسال تعليق