الاثنين، 3 أكتوبر 2016

الحدائق المعلقة في بابل

الحدائق المعلقة في بابل

 
الحدائق المعلقة في بابل
يعتقد أن حدائق بابل المعلقة، وهي إحدى تحف العالم القديم، قد بناها في عام 600 ق.م. الملك نبوخذنصر الثاني حكم بابل في القرن السابع ق.م. وقد بناها لزوجته التي كانت تشتاق كثيرا لنباتات وطنها. تم تحديد موقعها على الضفة الشرقية للفرات جنوب بغداد في العراق. سميت الحدائق بهذا الاسم لأنها بنيت على أسطح أبنية، وليس لأنها معلقة بكابلات أو حبال.
هدية للملكة
نشأت أميتيس، وهي ابنة ملك الميديين، في جبال ميديا الخضراء. بعد زواجها من الملك نبوخذنصر بدأت تشعر بالاكتئاب لعيشها في بلاد ما بين النهرين السهلية الشبه صحراوية. فقرر الملك أن يبني لها حدائق اصطناعية على أسطح القصور مليئة بالأشجار والنباتات الخضراء اليانعة والحيوانات ليجعلها تشعر وكأنها قريبة من ديارها.
التصميم المعماري


زعم المؤرخ الإغريقي القديم هيرودوتس أن الجدران الخارجية للحديقة كانت بسماكة 80 قدما، وارتفاع 320 قدم، وطول 90 كلم. وكانت توجد داخل الجدران قلاع ومعابد وتماثيل ذهبية. وصف المؤرخون الآخرون مثل سترابور وفايلو وديودورس الحدائق بأنها كانت مربعة الشكل.
مشكلة الماء

كانت بابل بلداً قاحلاً، وكان نقل الماء ضرورياً لسقاية الحدائق. تم جلب الماء من نهر الفرات المجاور ليتدفق في المصاطب ويسقي النباتات والأشجار عند كل مستوى، وحيث أنه لم تكن توجد تقانة حديثة لضخ الماء فقد كانت إحدى طرائق سقاية الحدائق هي باستعمال مضخات تسلسلية. وقد تم توخي الحذر في ري الحدائق لكي لا يتسبب ذلك في انهيار الأعمدة القرميدية إذا تشعبت بالماء.
لغز الحدائق المعلقة
 كان الفضل ينسب لقرون عديدة إلى نبوخذنصر لبنائه الحدائق المعلقة في بابل، ولكن لا يوجد ما يدعم هذا الادعاء. يفترض البعض أنها من عمل الملكة سامورامات، وهي الملكة الآشورية التي حكمت البلاد بين 810-783 ق.م. ويزعم فريق من علماء الآثار الألمان أن الحدائق كانت تقع على بعد 300 ميل نحو الشمال في نينوى، التي حكمها سنحاريب، في مدينة الموصل الحالية في العراق.
الحدائق النباتية
 كانت الحدائق المعلقة حدائق نباتية حقيقية تحتوي نباتات وأشجار من بلاد ما بين النهرين وميديا.
كانت تتألف من عدة طوابق ومصاطب مدعمة بأقواس وأعمدة من القرميد. وكانت الحدائق تضم أشجار الحور والنخيل والبلح والصنوبر والأرز والجميز وزهور التوليب والزنابق والسوسن والورود.
اختفاء الحدائق المعلقة
يعتقد عموما بأن الحدائق المعلقة تعرضت للدمار بسبب زلزال. ويدعي الكثير من علماء الآثار والمؤرخين أنها ربما تدمرت بفعل الحت أو الحرب أو بسبب قلة الصيانة.
كان نبوخذنصر يدون كل كتاباته باللغة المسمارية، وهي الكتابة الرسمية السائدة آنذاك، ولكنه لم يأت على ذكر الحدائق في أي من الوثائق التي تركها.
حدائق بابل المعلقة هي الأعجوبة الوحيدة من بين عجائب الدنيا السبع التي لم يمكن التحقق منها لأنه لا يوجد أي سجل تاريخي بابلي يتناول ذكرها.

0 comments

إرسال تعليق