مجمع معبد بوروبدور |
مجمع معبد بوروبدور هو معبد بوذي من القرن التاسع بني على عدة مستويات حول تلة طبيعية في وادي كيدو في القسم الجنوبي من جاوة الوسطى، في وسط جزيرة جاوة الإندونيسية. وهو مركز قديم للحج والتعليم في الديانة البوذية المهيانية.
البناء النفيس
بني أكبر صرح بوذي في العالم أثناء حكم سلالة سايلاندرا.
شيد البمنى على شكل أسطبة (برج مقبب) وحيدة وكبيرة.
قاعدته مربعة، وله تسعة منصات حيث الست الأولى منها مربعة والثلاث العلوية دائرية. تحوي المنصة العليا 72 أسطبة صغيرة تحيط بأسطبة مركزية كبيرة. شكلت كل أسطبة على شكل جرس يحوي عدداً من الفتحات الزخرفية. وتقبع داخل الأسطبات المغلقة تماثيل بوذا.
السعي وراء الفلسفة
بحسب الفلسفة البوذية يقسم العالم إلى ثلاثة نطاقات متراكبة هي: كماداتو وروبادهاتو وأوروبادهاتو؛ وهي تمثل على التوالي نطاق الرغبات التي تشدنا، ونطاق الأشكال التي نبتعد فيها عن الرغبات ولكن نبقى محكومين بالاسم والشكل، ونطاق اللا أشكال حيث لا يوجد اسم أو شكل. في معبد بوبوبدور تتمثل كمادهاتو في القاعدة، والروبادهاتو بالمصاطب المربعة الخمس، والأوروبادهاتو بالمنصات الدائرية الثلاث إضافة إلى الأسطبة الكبرى.
صروح ومعابد
يتألف مجمع معبدو بوروبدور من ثلاث أصرح: معبد بوروبدور، ومعبدين أصغر منه. يحوي معبد مندوت على نصب بوذا كبير يصاحبه اثنان من البوديساتفا (تلامذته)، أما معبد باوون فهو أصغر حجما ولا يوجد أية آلهة في داخله. توصل هذه الصروح الثلاث مراحل الوصول إلى النيرفانا أو التنوير. تحوي المنصات السفلى حاجزا يحجب الرؤية من العالم الخارجي، ويوجد حوالي 3000 منحوتة نافرة تبين حياة وتعاليم بوذا.
عقائد وصور
بني معبد بوروبدور بكتل من الصور واللوحات على جدرانه تصور أنشطة الآلهة. يوجد أكثر من 1400 لوحة قصصية تصور حياة بوذا، ونصوص ومجموعات كاملة من المجسمات.
تتألف هذه النصوص الدينية المصورة من ستة عقائد ومشاهد تصويرية مختلفة هي: كارمافبهانغا، لاليتافستارا، جتاكا، غندافيوها، بهادراشار.
الحج المفعم بالمشاعر الدينية
صمم بوروبدور بحيث يصعده الزوار ليقتفوا درب التنوير.
عند الوصول إلى الأعلى تكتنف الزوار المشاعر نفسها التي شعر بها الحجاج قبل آلاف السنين.
اكتشاف وترميم المعبد
كشف المعبد السير توماس ستانفوردافلز في سنة 1815 وأخلى الموقع من الغطاء النباتي. بدأ مشروع ترميم كبير بين سنوات 1907 - 1911، ثم وبمساعدة اليونسكو جرى ترميم ثان بين سنوات 1973 - 1983. أصبح المكان منذ ذلك الحين أحد مواقع اليونسكو للتراث والكنوز الثقافية العالمية.
هجر المعبد بشكل غامض في القرن السادس عشر حين انتقل مركز الحياة في جاوة إلى الشرق ووصل الإسلام إلى الجزيرة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. غطت الرسوبات البركانية والنماء النباتي الموقع فأصبح منسياً لسنين.
يحوي بوروبدور 100 ميزاب مائي على شكل مكارة (تمثال سمكة ذاب رأس فيل) كأقنية صرف ولتزيين المعبد. كانت مياه الأمطار تجري في السابق عبر المكارات التي تطلقها على شكل نوافير.
0 comments
إرسال تعليق