أيا صوفيا
أيا صوفيا |
يقع
متحف أيا صوفيا في اسطنبول بتركيا. وهو من أجمل الأبنية بطرازه الكلاسيكي
والبيزنطي. كان يعرف سابقا بكنيسة الحكمة المقدسة لأن المبنى كان كنيسة
أرثوذكسية شرقية، ولكنه تحول إلى مسجد، ثم حولته الجمهورية التركية إلى
متحف.
الكنيسة الأولى
كانت
توجد كنيستان سابقتان في موقع أياصوفيا قبل أن يبنى بشكله الحالي. بنى
الكنيسة الأولى قسطنطين الأكبر وبقيت قائمة حتى سنة 404 ميلادي، حين
اجتاحها حريق كبير. بنيت كنيسة ثانية في المكان نفسه في سنة 415 ميلادي،
ولكنها احترقت أثناء ثورة 532 ميلادي. بنيت الكنيسة الثالثة في الموقع، وهي
المبنى الذي نراه اليوم. بنى الكنيسة الثالثة جوستينيان الأول، وكانت تمثل
المسيحية الأثوذكسية المبكرة والإمبراطورية البيزنطية.
القبة المركزية العملاقة
يتألف
المبنى من سلسلة من القبب وأنصاف القبب، وتزينه المآذن وأعمال الفسيفساء
والأبواب الرخامية. صمم القسم المركزي من الكنيسة الأصلية على شكل مستطيل
يتوسطه مربع. ثم ارتفعت قبة كبيرة فوق المربع إلى ارتفاع مئة وثمانين
قدماً. في الطرفين الشرقي والغربي للمستطيل كان السقف يتألف من نصفي قبب
تميلان بشكل داعم للقبة الرئيسة. في كل نهاية من نهايات المبنى توجد قبب
أصغر تدعمها مائلة عليها أنصاف قبب أخرى.
المسجد والمتحف اللاحق
أياصوفيا |
فتح
الأتراك العثمانيون اسطنبول في سنة 1453، وأمر السلطان محمد الثاني (محمد
الفاتح) بتحويل المبنى إلى مسجد. أزيل كل ما كان متعلقا بالكنيسة، وغطيت
الكثير من لوحات الفسيفساء بالجص. بقي المبنى مسجدا إلى أن حوله مؤسس
الجمهورية التركية مصطفى أتاتورك إلى متحف علماني في سنة 1934.
تحف المتحف
تحف المتحف |
كانت الكنيسة مزخرفة بثراء بلوحات من الموزاييك تمثل السيدة العذراء وطفلها، والإمبراطور الاسكندر الأكبر، والقديسين. يمكن رؤية لوحة الاسكندر في الأقسام العليا القريبة من السقف، وهي تمثل الإمبراطور مع كل شعاراته ورموزه يحمل جمجمة في ديه اليسرى. يمكن رؤية ثلاث طبقات لونية في زخاف الفسيفساء في القبة نتيجة لثلاث عمليات ترميم. أضيفت المنارات في الجانب الشرقي في القرن الخامس عشر، والمنارات في الجانب الغربي في القرن السادس عشر.
أشهر لوحة فسيفساء في أياصوفيا تدعى لوحة ديوسيس وتمثل المسيح ملكاً منتصراً يقف بين مريم العذراء وهي تحمل المسيح الطفل من جهة ويوحنا المعمدان من جهة أخرى.
بنى كنيسة أيا صوفيا الرئيسة مهندسان معماريان عظيمان هما: أنثيميوس تراليس وإيزودورس ميليتوس، وكان يعمل تحت إشراف كل منهما مئة من فناني العمارة الماهرين الذين كان كل منهم بدوره يشرف على عمل مئة عامل.
اجتماع ديانتين في مكان خلاب
أيا صوفيا مكان فريد من نوعه يظهر فيه التوازن بين الثقافتين المسيحية والإسلامية. تقع في حديقة المتحف أبنية تركية وقبور السلاطين ومدرسة وحجرة ربط الساعة ومغاسل الوضوء. ويعد أيا صوفيا أحد أعظم الأمثلة المتبقية عن فن العمارة البيزنطي.
0 comments
إرسال تعليق