معبد أرتميس في إفسوس
أرتميس |
كان معبد أرتميس أحد أجمل الأبنية في العالم القديم، وقد بني حوالي سنة 700 ق.م. في إفسوس على الساحل الغربي لآسيا الصغرى أو تركيا الحالية. بني المعبد لإلاهة اليونانية أرتميس التي كانت الأخت التوأم لأبولو وابنة زيوس وكانت تعرف بكونها ربة الخصوبة. ترتبط أرتميس أحيانا بصلة وثيقة بالإلهة الرومانية ديانا التي تمثل إلهة الليل والإثمار والإنجاب.
معبد أرتميس الأصلي
كان يوجد معبد على رقعة مستنقعية من الأرض في تركيا وكان مكرسا إلى سيبيل، وهي إلهة الوفرة التي كان يعبدها الكاريون والليلجيون، ثم أعيدت تسميتها فيما بعد إلى سيبيل أرتميس.
كان ذاك المعبد مبنيا من الخشب، وقد جرفه الفيضان أثناء غزو الملك كروسوس حاكم ليديا لإفسوس. يعتقد بوجود نسخة من التمثال الأصلي لأرتميس في المتحف الأثري في طرابلس.
المعبد الفريد من نوعه
معبد أرتميتس |
لم يتبع معبد أرتميس تصميم الرواق المعمد المستطيل الذي كان سائدا في العمارة اليونانية في ذلك الحين، ولكنه كان مزيجا من التصاميم اليونانية الكلاسيكية والشرق أوسطية. يوجد داخل المعبد تماثيل للمحاربات الأمازون التي نحتها بعض أعظم النحاتين اليونانيين. يوجد بين الآثار المتبقية في المعبد تمثال لإلهة في وضعية المومياء تضع على رأسها عمامة طويلة. تمثل التقاطعات العديدة على صدر التمثال رموزا للخصوبة.
دمار المعبد وإعادة إعماره
تكفل كروسوس ملك ليديا في القرن الرابع ق.م. بإعادة بناء معبد أرتميس، ووظف المهندس الكريتي خرسفرون لتصميم المعبد الجديد. بني المعبد بالكامل من الرخام، وبلغ طوله 380 قدم، وعرضه 180 قدم. حوى المعبد على أكثر من 100 عمود رخامي ارتفاع كل منها 40 قدما، وفي المنتصف انتصب تمثال الإلهة وكان مصنوعا من الرخام ومزينا بالعاج والذهب. ومع أنه لم يكن بضخامة تمثال زيوس في أولمبيا، إلا أنه كان كبيرا وكان يقف على قاعدة من الرخام. استغرق بناء المعبد الجديد 120 عاما، واعتبر أحد أعاجيب الدنيا حتى عام 550 ق.م. حين أحرقه هيروستراتوس.
الاسكندر وأرتميس
قام المهندس سكوبس من جزيرة باروس بإعادة بناء المعبد على الفور في الموقع نفسه. وحين غزا الاسكندر آسيا الصغرى عرض على أهل إفسوس أن يعبد بناء معبدهم، ولكنهم رفضوا وبنوه بأنفسهم للمرة الثالثة. كان المعبد الجديد أكبر من سابقيه، وقد بلغ ارتفاعه 60 قدماً، واحتوى على 127 عمودا.
بقايا معبد أرتميس
بقايا معبد أرتميتس |
في سنة 1869 اكتشف فريق يقوده جون ترتلوود الموقع وعمود وحيد مازال واقفا في بلدة سلجوق الحديثة. أدى اكتشاف الموقع إلى تذكير الزوار بالتحفة القيمة التي كانت تنصب هناك.
المسيحية والتدمير الأخير للمعبد
في سنة 268 ميلادي، دمر الغزاة القوط المعبد جزئيا، أعيد بناؤه ثم أغلقه الإمبراطور الروماني ثوديزيوس العظيم. وأخيرا هاجمت المعبد جمهرة من المسيحيين الغاضبين ودمرته.
ولد الاسكندر الكبير في الليلة نفسها التي أحرق فيها هيروستراتوس المعبد.
يعتقد أن معبد أرتميس المبكر يحوي على حجر مقدس كان قد سقط من كوكب المشتري (الذي كان يرمز لإله جوبيتر)
0 comments
إرسال تعليق